انتشار سريع لـ'انفلونزا الماعز' يهدد العالم

الأخت الكريمة أمل
تحياتي
قرأت بشغف ما كتبت على هذه الصفحة ، و غيره الكثير من المقالات في ذات الموضوع أو ما يشابهه .
لكن لنحاول تجاوز التوصيف انتقالا لمحاولة فهم و ادراك المضمون و وضع الاصبع على جرح البشرية الكبير ، خلف كل هذا الضباب الذي يلف
كوكبنا الأزرق و الجميل .
ضباب الأوبئة الفتالكة من انفلونزا الطيور الى الخنازير و التي لن يكون آخرها انفلونزا الماعز .......
ضباب التغير المناخي المنذر بالكوارث على ما شهدناه في تسونامي و و و
خلف هذا الضباب و داخله ، حالة من الفقر بل الافقار تصدم الانسانية في نهاية العقد الأول من القرن 21 . و لا أصدق من لغة الأرقام :
هناك 50 % من سكان العالم يعيشون بأقل من 2 دولار في اليوم ( حد الفقر العالمي ) و منهم 21 % يعيشون بأقل من دولار واحد
و هو (حد البؤس العالمي ) .
في الوقت نفسه الأشخاص ال 450 الأكثر ثروة في العالم يملكون ما تملكه نصف البشرية ( أي اكثر من 3 مليارات من البشر ) .
نعم هناك من يموتون من الجوع .... و بعشرات الآلاف ، في عصر الهندسة الوراثية و ثورة الاتصالات و غزو الفضاء هناك من يموتون من الجوع .
ما أذهلني أني قرأت يوما أن المبلغ المطلوب للقضاء على الفقر و الأمية و تأمين رعاية صحية و مياه نقية للشرب في العالم أجمع
هو ما يقارب ال 85 مليار دولار فقط .
في الوقت الذ ي تبلغ فيه نفقات التسلح في العالم 780 مليار دولار و الميزانية العسكرية للولايات المتحدة لعام 2010 هي 663 مليار دولار ،
و نفقات الحرب الأمريكية على الغراق في عامها الأول فقط 300 مليار دولار .
لضيق الوقت و خشية عليك من الملل لن أضيف و اتوسع في الحديث عن الحروب و جرائمها و اغتصاب الأراضي و تهجير سكانها و و و و و .
أختي الكريمة : خلف كل هذه الويلات و غيرها يقف ............... نظام الانتاج الرأسمالي ، هذا النظام الذي أصبح مرادفا للبربرية و فناء البشرية .
لكننا أختي أمل ... محكومون بالأمل .
هذا ما قاله أديب سوريا الكبير سعد الله ونوس في رده على فوكوياما و نظريته بأن الراسمالية نهاية التاريخ : ( نحن محكومون بالأمل
و ما يجري لا يمكن ان يكون أبدا أبدا نهاية التاريخ ) .


.