" زين العابدين "
شاب في أواسط العمر من بنغلاديش ، التقيته
على إحدى صفحات كتاب العمر " غربتي وحيداً ".
هو مُصاب بمرض مزمن يُدعى " داء بهجت " ،
يُصيب أكثر من جهاز في الجسد و لا سيّما العينين
بأذيات خطيرة ، و معالجاته للأسف ما زالت مخيبة للآمال .
عندما رأيته آخر مرة ، كانت رؤيته في إحدى عينيه
معدومة ، بينما هي في العين الثانية
لا تتجاوز مسافة الثلاثة أمتار .
قلتُ له و بتلك اللغة الهجينة الدّارجة في الخليج و التي
يتفاهم بواسطتها أهل الشرقين ( الأوسط و الأقصى )
قلتُ : " زين " إنتَ لازم في سفر بنغلاديش ،
إنتَ ما في شوف كويس ، ممكن مرّة في يقطع طريق ،
بعدين نفر حمار يركب سيارة ، ممكن يطفش إنتَ ،
بعدين إنت في موت ..... معلوم مووووت !
" زين " هذا حرام ، إنت في خطر ،
إنت لازم في سفر بنغلاديش فوراً ... فوراً
و دون أية كلمة ، إمتدّت يده الى سترته الجلدية ليُخرج
محفظته ، و منها أخرج صورة صغيرة و ضعها أمامي على
المكتب ، و بإصبعه أشار اليهما ......
" طفلتان بعمر الياسمين لا تتجاوزان العاشرة من العمر "
و ساد الصمت ..... فبدون أية كلمة ،
أشار عندما أشار بإصبعه الى جرحه و .... جرحي .
لقد اختصر بإشارة من اصبعه كل ما كُتبَ
و ما يمكن ان يُكتَبَ عن معانات الإغتراب وحيدا ً.
*****
و ها أنا اليوم في السادس من أيار ( عيد الشهداء )
أستذكر يومي الأول في الغربة قبل سبع سنوات .
و أكتب في دفتر مذكراتي .
هل كانت مُجرّد صدفة ان يكون اليوم الأول
في غربتي هو يوم السادس من أيار ؟!!
هل الشهداء هم فقط ... ؟!
فقط الذين عُلّقوا على اعواد المشانق لأجل قضايا الوطن ؟
" زين العابدين "
... أيها الفتى الأسمر النحيل ....
يا رفيق " جرحي المفتوح "
في السادس من أيار ؟!
كل عام و أنت بألف ألف خير .
» هكذا فصولكِ الاربعه
» كل الشكر للوموي
» اتمنى ان اتعرف عليكم
» عاطف دنون الحمدلله على السلامه
» كلمة شكر
» ايها المغتربون استمتعو حيث انتم
» خربشات إمرأة...ا
» سويداء الوطن ... يرى النور
» اعتذار عن خلل فني
» هل نستطيع سلق بيضه بالموبايل
» صور لا تراها إلاّ في مصر
» نطرح للنقاش : ماذا تفعل عندما تشتاق لاشخاص لم يعد لهم وجود في حياتك
» عذرا انه حلم
» عذب الكلام
» عمل تخريبي في أحد الأراضي المزروعة تفاح في بقعاثا
» اخراج ... ابو عجاج
» Q & A
» مني مثل ومنك مثل..
» لنبق متألقين دوماً