<TABLE id=table125 cellSpacing=0 cellPadding=0 width=560 border=0> <TR> <td>بقلم / معين حمد العماطوري </TD> <td class=massdar>المصدر:</TD> <td width=1></TD> <td class=from>esueida</TD></TR></TABLE> |
<TABLE id=table69 border=0> <TR> <td><TABLE id=table70 width=120 border=0> <TR> <td align=middle></FONT></TD></TR></TABLE></TD></TR></TABLE> الوقوف أمام شيخ وقور، رُسِمَ على وجهه حكاية التاريخ الغابر بالعفة والعبادة، تلمس في يديه تجاعيد الحياة وفي مسامات جلده واضحة المعالم آلام الزمن، تركن إلى زاوية منزله فتقابلك الحجارة البازلتية التي عاشت مع الأقدمين، وسقف منزله القصب، بنى بيوت العبادة ومقامات الأولياء والصالحين في قريته، ليكون الشيخ المخضرم الذي عاصر أجيال الماضي وهو الشيخ الذي تجاوز العقد التاسع من العمر، لم يحن ظهره إلا للزمن وهو يتعبد في صومعته كناسك أقام علاقة صوفية صافية بينه وبين خالقه، تسمع صوته الشجي الحنون تدخل أنغامه أوداج القلب، يعتصر حباً في خوض فناء الحياة بعالم اللامتناهي. في قرية "امتان" وبين الديار البازلتية التي رسمت عليها فنون التاريخ والحضارات القديمة العابرة للقرية، يسكن الشيخ "نجم جابر بو سعيد" الملقب "أبو حمد" فهو إمام القرية لأكثر من نصف قرن، وفي لقاء لموقعنا معه أوضح قائلاً: «ولدت عام 1917 وما إن فتحت عينيّ حتى سمعت صوتاً يقول: "تفضلوا أهلاً وسهلاً شرفتوا وآنستوا، الله محيِّي أهل البلد ويا ألف مرحبا بالضيوف"، كانت البلاد تحت الاحتلال العثماني ثم الفرنسي فلم تكن لدينا مدارس كي نتعلم بها، إنما جاء علمنا من قبل شخص فضيل "حسن زين الدين" الملقب "أبو محمد" درسنا من الكتب الدينية فحفظنا القرآن الكريم، وكتاب "في مجال الأدب" وذلك على لوح الحجر أو "التنك" بحبر من التراب الأحمر، ومع ذلك تعلمت لمدة خمس سنوات، ولأنني عشت يتيم الأب الذي توفي عام 1919 أي إنني لم أعِهِ، تربيت في كنف والدتي التي ناضلت مع الأرض بالزراعة وأنا بدوري عملت معها لأحافظ على الأرض، وأهل قريتنا الأكارم والشيوخ الأفاضل لم يتركوا للحاجة طريقاً لتتسلل إلينا بل كان منهج التكافل الاجتماعي والحرص على مبدأ الاكتفاء الذاتي من إنتاج القرية وتوزيعها على الناس، لعل موقفهم كان منهجاً تربوياً تم نقله عبر الأجيال خاصة أن المجتمع فيه من المرح والفرح واللباقة الإنسانية ما يجعل المرء بحالة متفائلة بالحياة». بناء مقام الخضر وعن بعض الأحداث التاريخية التي مرت بحياته بيّن قائلاً: «كان في القرية ثوار وأبطال في ميدان القتال أثناء الصراع مع الاحتلال العثماني ثم الفرنسي، وممن كان له دور فعال في ميدان المفاوضات السياسية أمثال "الأمير علي الأطرش، وسليمان العيسمي الملقب أبو علي، وأبو نايف حسين مصطفى، أحمد القاضي"، هؤلاء مجموعة من الوطنيين الذين عملوا بشكل سري، وناضلوا رغم مراقبة الفرنسيين لهم، بإنشاء جمعية كبيرة، و"الأمير علي الأطرش" ذهب مع الوفد السوري إلى "سان فرنسيسكو" للتفاوض، وعندما عاد الثوار من هجرتهم في "وادي السرحان" أخذنا البيرق لاستقبالهم وعند منطقة "تل المعاز" الواقعة شمال القرية بمسافة 1 كيلومتر تم استقبالهم بالأهازيج والحداء، حقاً كان عرساً حقيقياً، في حينها قدم "حسين مصطفى" قصيدة شعبية من نوع "الفن" قائلاً: "يا خواني كلكم من الباب/ حاضركم مع الغياب/ وحيّوالكتلة الوطنية/ وعلي زعيم الشباب. حيّو رجال السوريين/ والي عملهم مشهورة/ وحماة الوطن والدين/ سلطان ورجال الثورة/ وعين وعقلة وعز الدين/ وملحم والباقي شورة/ العيسمي الحر الأمين/ للعمل كان الدولاب"». وعن بناء المقامات ودور العبادة الذي ساهم في بنائها أوضح الشيخ "نجم جابر" بالقول: «تعتبر دور العبادة الأماكن المقدسة والذي يساهم في إنشائها يشعر بالرضى الذاتي والراحة الروحية لأنه قدم خدمة إنسانية واجتماعية، ولأن قريتنا امتازت بروح الجماعة والعمل الجماعي فقد سعت الجهات الخيرة إلى ترميم مقام سيدنا "الخضر" عليه السلام ببناء جديد وحديث، وكذلك مكان العبادة، حيث كان لي الشرف أن أكون من بين الذين حصلوا على ثقة الأهل ووضعوا أموال وقف القرية معي لأكثر من أربعة عقود من الزمن، مع الكثير ممن ساهموا بشكل فعال وخاصة المغتربين والخيرين أمثال المحسن "سليم بلان" الذي تبرع بتلبيس الحجر وعلى حسابه الخاص لكامل المقام، وكذلك من قام بالمحافظة على المقام وحمايته وتقديم المقترحات لتطوير بنائه والإشراف على خدماته كاملة ولأكثر من نصف قرن وهو المرحوم "حسن الدبيسي"، بهذا العطاء الخيّر كانت إشادة الصروح الدينية والمرافق الاجتماعية». الشيخ أبو حمد نجم جابر وعن وصيته للأجيال قال: «أحب ما ذكره الفيلسوف اليوناني "أرسطوطاليس" حين قال: "الرجل يسود بأربع خصال: الأدب، والعفة، والصدق، والأمانة"، ومن يتحلّ بتلك الصفات فلابد له أن يسود على المجتمع، وأتمنى على الأجيال أن تحافظ على ثقافتها العربية ومخزونها الثقافي العربي لأننا أغنياء بموروثنا العلمي والفكري، حتى نستطيع مواجهة الأخطار القادمة من الغرب وأعوانه». |
بحـث
المواضيع الأخيرة
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 4 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 4 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث
لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 125 بتاريخ الثلاثاء يناير 02, 2018 11:59 pm
السويداء - المعمر "نجم جابر": صوت روحاني وتجربة غنية
سهام- مشرفة منتدى الأبراج
- عدد المساهمات : 616
نقاط : 1173
تاريخ التسجيل : 15/01/2010
العمر : 54
- مساهمة رقم 1
السبت يناير 15, 2011 3:04 am من طرف غسان أبوراس
» هكذا فصولكِ الاربعه
الجمعة ديسمبر 31, 2010 1:22 pm من طرف عاشقة الورد
» كل الشكر للوموي
الأربعاء يوليو 28, 2010 4:06 pm من طرف الوموي
» اتمنى ان اتعرف عليكم
الثلاثاء يوليو 27, 2010 7:01 pm من طرف وسيم ابوكرم
» عاطف دنون الحمدلله على السلامه
الثلاثاء يوليو 27, 2010 6:32 pm من طرف وسيم ابوكرم
» كلمة شكر
الأحد يوليو 11, 2010 1:11 am من طرف ابوعمر
» ايها المغتربون استمتعو حيث انتم
الأربعاء يوليو 07, 2010 7:55 pm من طرف ابو يوسف
» خربشات إمرأة...ا
الخميس يوليو 01, 2010 1:31 am من طرف غسان أبوراس
» سويداء الوطن ... يرى النور
الثلاثاء يونيو 29, 2010 12:01 pm من طرف سيسو
» اعتذار عن خلل فني
السبت يونيو 12, 2010 7:32 pm من طرف الوموي
» هل نستطيع سلق بيضه بالموبايل
الثلاثاء يونيو 01, 2010 11:34 am من طرف الوموي
» صور لا تراها إلاّ في مصر
الثلاثاء يونيو 01, 2010 11:21 am من طرف الوموي
» نطرح للنقاش : ماذا تفعل عندما تشتاق لاشخاص لم يعد لهم وجود في حياتك
الإثنين مايو 31, 2010 9:43 am من طرف عماد أبو لطيف
» عذرا انه حلم
الإثنين مايو 31, 2010 9:30 am من طرف عماد أبو لطيف
» عذب الكلام
الخميس مايو 27, 2010 7:33 am من طرف عنب الجبل
» عمل تخريبي في أحد الأراضي المزروعة تفاح في بقعاثا
الأربعاء مايو 26, 2010 10:44 pm من طرف عفاف
» اخراج ... ابو عجاج
الأربعاء مايو 26, 2010 5:23 pm من طرف سيف بن ذي يزن
» Q & A
الأربعاء مايو 26, 2010 5:10 pm من طرف سيف بن ذي يزن
» مني مثل ومنك مثل..
الأربعاء مايو 26, 2010 4:53 pm من طرف سيف بن ذي يزن
» لنبق متألقين دوماً
الثلاثاء مايو 25, 2010 10:50 am من طرف غسان أبوراس