موجز لسيرة كمال جنبلاط *
وُلد كمال جنبلاط في 6 كانون الاول سنة 1917 في قرية المختارة في جبل لبنان، وقد اغتيل والده فؤاد جنبلاط الذي كان يعمل قائم مقام وهو لا يزال طفلا، فتولت والدته السيدة نظيرة جنبلاط، شؤون تربيته وتعليمه.. وأدخلته مدرسة "عينطورة" وقد بدت عليه ملامح الذكاء منذ الصغر وأبدى تفوقا كبيرا وملحوظا في دراسته. ومما يروى عنه من زملائه واترابه في الدراسة انه كان بعد انطفاء النور في غرف النوم يضيء شمعة ويكمل المطالعة والتحصيل الدراسي. ومن حيث كونه ينتمي لأسرة اقطاعية غنية جدا أخذ على عاتقه وحسابه الخاص تعليم عدد من زملائه في المدرسة من الذين ظروفهم واوضاعهم المادية صعبة. وكانت "أمه" الست نظيرة تظن في البداية انه يأخذ الاموال منها ليصرفها على نفسه وطعامه ورفاهيته، ولكنها عرفت فيما بعد انه لا يهتم بلمظاهر وبحياة اللهو والترف، وما كان يأخذه من اموال هو من نصيب زملائه الفقراء المعدمين – وقد فرحت أمه لهذا الشيء، كما ان ميل كمال جنبلاط الشديد الى الدرس والتأمل وصغر سنه لم يمنعه من التفاعل والانخراط باعتدال مع القضايا المهمة المحورية آنذاك. وقد ذهب في ذكرى استقلال مصر عام 1934 الى رئيس الرهبان وصاحب القرار في مدرسة "عينطورة" وطلب منه اعلان ذلك اليوم يوم عطلة احتفاء واحتفالا باستقلال اول دولة عربية فاستجاب رئيس الرهبان الى طلبه مستحسنا ذلك بكل حب وسرور.
بعد ان انهى كمال جنبلاط دراسته الثانوية كان طموحه يتجه الى التخصص في موضوع الهندسة.. ولكن أمه اقنعته بدراسة المحاماة والقانون لانها كانت تتمنى ان يصبح ابنها سياسيا بارزا يكمل مشوار والده ومشوار العائلة الجنبلاطية العريقة التي تمتد جذور زعامتها في اعماق اعماق التاريخ، حيث لعب رجالاتها دورا رئيسيا فعالا في زعامة الطائفة الاسلامية العربية التوحيدية الدرزية على جميع الأطر والصعد، وخاصة على الصعيد اللبناني. لم يخالف كمال جنبلاط رغبة والدته، وسافر الى باريس عام 1938 والتحق بجامعة السوربون هناك، وباشر بدراسة الحقوق الا ان ميله الى الهندسة والعلوم ظل يلح عليه، لكنه انضم في نفس الوقت الى معاهد الفلسفة وعلم النفس وعلم الاجتماع. وفي اثناء فترة الحرب العالمية الثانية. رجع الى لبنان ليكمل دراسة الحقوق في الجامعة اليسوعية ببيروت. لقد تركت الحرب العالمية الثانية آثارها السلبية على الوضع الاقتصادي المعيشي لدى اللبنانيين.. حيث انقطعت المواد الغذائية وبعض البضائع وارتفعت اسعار المواد الاستهلاكية اليومية فاستنفر ذلك كمال جنبلاط فتحرك مع بعض اصدقائه وأسس "جمعية تعاونية استهلاكية" عملت على شراء الحنطة من منطقة حوران في سوريا وتم توزيعها على اهالي القرى اللبنانية بسعر التكلفة، وفي عام 1942 نال شهادة الحقوق وبدأ يمارس مهنة المحاماة وبعدها عينته الدولة محاميا لها، لكنه لم يستغرق وقتا طويلا في ممارسة مهنة المحاماة، اذ بعد مرور سنة توفي ابن عمه "حكمت جنبلاط" نائب جبل لبنان وبويع كمال بالزعامة بعد انتهاء مراسيم الدفن مباشرة.
وكان عمره 25 سنة وفاز في الانتخابات النيابية عام 1943 وتكرس وتوغل بذلك انخراطه في السياسة. وفي اول خطاب له في مجلس النواب اكد تأييده لتحقيق الاستقلال التام للبنان وألح على تشديد المطالبة بذلك "حكومة وشعبا" وبجميع الوسائل الممكنة من اجل تحقيق تلك الغاية. وأشاد بموقف الحكومة الذي يربط بين استقلال لبنان واعلان عروبته.
بدأ كمال جنبلاط يتابع اعمال الحكومات المتعاقبة في لبنان، بعد معركة الاستقلال، خاصة في نواحي التنمية والاصلاح، وبسبب القصور وعدم الاهتمام في تلبية مطالب الشعب انتقل كمال جنبلاط من صفوف الموالاة الى صفوف المعارضة. وفي عام 1946 وقع مع بعض الشخصيات اللبنانية المرموقة ذات النفوذ السياسي والاجتماعي عريضة تطالب رئيس الجمهورية بتشكيل حكومة من الاشخاص المشهود لهم بالنزاهة والكفاءة والمحافظة على الاستقلال التام والذي غدا معرضا للضياع. وفي اواخر سنة 1946 تشكلت حكومة جديدة عُهد فيها الى كمال جنبلاط بوزارة الاقتصاد الوطني والزراعة والشؤون الاجتماعية. وكانت هذه المرة الاولى التي يدخل فيها جنبلاط الوزارة. وقد اثبت للجميع في اثناء ممارسة مهامه على كفاءة مثلى ونزاهة كبيرة. وكان عدوا شرسا للفساد والاهمال وشن حربا شعواء على الرشوة في الوظيفة ولاحق بنفسه الراشي والمرتشي. وكان في بعض الاحيان يتنكر ويذهب خفية لمراقبة موظفي الجمارك وموظفي ومديري مكاتب وزارته، ولكن الفساد كان منتشرا ومن الصعب معالجته بهذا الاسلوب.. واتضح له عمق المعضلة وتوغل الفساد والفوضى والرشى في الاجهزة الادارية والحكومية في الدولة فأعلن استقالته من الحكم فانفجر الوضع وتوتر الوضع بينه وبين رئيس الجمهورية الشيخ بشارة الخوري وبقي الخلاف قائما بينهما على اشده حتى الاطاحة برئيس الجمهورية على اثر مهرجان دير القمر التاريخي الذي تمخض عنه اتخاذ قرار بذلك، وكان كمال جنبلاط المحرك الرئيسي والفعال لتحقيق ذلك الامر.
وُلد كمال جنبلاط في 6 كانون الاول سنة 1917 في قرية المختارة في جبل لبنان، وقد اغتيل والده فؤاد جنبلاط الذي كان يعمل قائم مقام وهو لا يزال طفلا، فتولت والدته السيدة نظيرة جنبلاط، شؤون تربيته وتعليمه.. وأدخلته مدرسة "عينطورة" وقد بدت عليه ملامح الذكاء منذ الصغر وأبدى تفوقا كبيرا وملحوظا في دراسته. ومما يروى عنه من زملائه واترابه في الدراسة انه كان بعد انطفاء النور في غرف النوم يضيء شمعة ويكمل المطالعة والتحصيل الدراسي. ومن حيث كونه ينتمي لأسرة اقطاعية غنية جدا أخذ على عاتقه وحسابه الخاص تعليم عدد من زملائه في المدرسة من الذين ظروفهم واوضاعهم المادية صعبة. وكانت "أمه" الست نظيرة تظن في البداية انه يأخذ الاموال منها ليصرفها على نفسه وطعامه ورفاهيته، ولكنها عرفت فيما بعد انه لا يهتم بلمظاهر وبحياة اللهو والترف، وما كان يأخذه من اموال هو من نصيب زملائه الفقراء المعدمين – وقد فرحت أمه لهذا الشيء، كما ان ميل كمال جنبلاط الشديد الى الدرس والتأمل وصغر سنه لم يمنعه من التفاعل والانخراط باعتدال مع القضايا المهمة المحورية آنذاك. وقد ذهب في ذكرى استقلال مصر عام 1934 الى رئيس الرهبان وصاحب القرار في مدرسة "عينطورة" وطلب منه اعلان ذلك اليوم يوم عطلة احتفاء واحتفالا باستقلال اول دولة عربية فاستجاب رئيس الرهبان الى طلبه مستحسنا ذلك بكل حب وسرور.
بعد ان انهى كمال جنبلاط دراسته الثانوية كان طموحه يتجه الى التخصص في موضوع الهندسة.. ولكن أمه اقنعته بدراسة المحاماة والقانون لانها كانت تتمنى ان يصبح ابنها سياسيا بارزا يكمل مشوار والده ومشوار العائلة الجنبلاطية العريقة التي تمتد جذور زعامتها في اعماق اعماق التاريخ، حيث لعب رجالاتها دورا رئيسيا فعالا في زعامة الطائفة الاسلامية العربية التوحيدية الدرزية على جميع الأطر والصعد، وخاصة على الصعيد اللبناني. لم يخالف كمال جنبلاط رغبة والدته، وسافر الى باريس عام 1938 والتحق بجامعة السوربون هناك، وباشر بدراسة الحقوق الا ان ميله الى الهندسة والعلوم ظل يلح عليه، لكنه انضم في نفس الوقت الى معاهد الفلسفة وعلم النفس وعلم الاجتماع. وفي اثناء فترة الحرب العالمية الثانية. رجع الى لبنان ليكمل دراسة الحقوق في الجامعة اليسوعية ببيروت. لقد تركت الحرب العالمية الثانية آثارها السلبية على الوضع الاقتصادي المعيشي لدى اللبنانيين.. حيث انقطعت المواد الغذائية وبعض البضائع وارتفعت اسعار المواد الاستهلاكية اليومية فاستنفر ذلك كمال جنبلاط فتحرك مع بعض اصدقائه وأسس "جمعية تعاونية استهلاكية" عملت على شراء الحنطة من منطقة حوران في سوريا وتم توزيعها على اهالي القرى اللبنانية بسعر التكلفة، وفي عام 1942 نال شهادة الحقوق وبدأ يمارس مهنة المحاماة وبعدها عينته الدولة محاميا لها، لكنه لم يستغرق وقتا طويلا في ممارسة مهنة المحاماة، اذ بعد مرور سنة توفي ابن عمه "حكمت جنبلاط" نائب جبل لبنان وبويع كمال بالزعامة بعد انتهاء مراسيم الدفن مباشرة.
وكان عمره 25 سنة وفاز في الانتخابات النيابية عام 1943 وتكرس وتوغل بذلك انخراطه في السياسة. وفي اول خطاب له في مجلس النواب اكد تأييده لتحقيق الاستقلال التام للبنان وألح على تشديد المطالبة بذلك "حكومة وشعبا" وبجميع الوسائل الممكنة من اجل تحقيق تلك الغاية. وأشاد بموقف الحكومة الذي يربط بين استقلال لبنان واعلان عروبته.
بدأ كمال جنبلاط يتابع اعمال الحكومات المتعاقبة في لبنان، بعد معركة الاستقلال، خاصة في نواحي التنمية والاصلاح، وبسبب القصور وعدم الاهتمام في تلبية مطالب الشعب انتقل كمال جنبلاط من صفوف الموالاة الى صفوف المعارضة. وفي عام 1946 وقع مع بعض الشخصيات اللبنانية المرموقة ذات النفوذ السياسي والاجتماعي عريضة تطالب رئيس الجمهورية بتشكيل حكومة من الاشخاص المشهود لهم بالنزاهة والكفاءة والمحافظة على الاستقلال التام والذي غدا معرضا للضياع. وفي اواخر سنة 1946 تشكلت حكومة جديدة عُهد فيها الى كمال جنبلاط بوزارة الاقتصاد الوطني والزراعة والشؤون الاجتماعية. وكانت هذه المرة الاولى التي يدخل فيها جنبلاط الوزارة. وقد اثبت للجميع في اثناء ممارسة مهامه على كفاءة مثلى ونزاهة كبيرة. وكان عدوا شرسا للفساد والاهمال وشن حربا شعواء على الرشوة في الوظيفة ولاحق بنفسه الراشي والمرتشي. وكان في بعض الاحيان يتنكر ويذهب خفية لمراقبة موظفي الجمارك وموظفي ومديري مكاتب وزارته، ولكن الفساد كان منتشرا ومن الصعب معالجته بهذا الاسلوب.. واتضح له عمق المعضلة وتوغل الفساد والفوضى والرشى في الاجهزة الادارية والحكومية في الدولة فأعلن استقالته من الحكم فانفجر الوضع وتوتر الوضع بينه وبين رئيس الجمهورية الشيخ بشارة الخوري وبقي الخلاف قائما بينهما على اشده حتى الاطاحة برئيس الجمهورية على اثر مهرجان دير القمر التاريخي الذي تمخض عنه اتخاذ قرار بذلك، وكان كمال جنبلاط المحرك الرئيسي والفعال لتحقيق ذلك الامر.
السبت يناير 15, 2011 3:04 am من طرف غسان أبوراس
» هكذا فصولكِ الاربعه
الجمعة ديسمبر 31, 2010 1:22 pm من طرف عاشقة الورد
» كل الشكر للوموي
الأربعاء يوليو 28, 2010 4:06 pm من طرف الوموي
» اتمنى ان اتعرف عليكم
الثلاثاء يوليو 27, 2010 7:01 pm من طرف وسيم ابوكرم
» عاطف دنون الحمدلله على السلامه
الثلاثاء يوليو 27, 2010 6:32 pm من طرف وسيم ابوكرم
» كلمة شكر
الأحد يوليو 11, 2010 1:11 am من طرف ابوعمر
» ايها المغتربون استمتعو حيث انتم
الأربعاء يوليو 07, 2010 7:55 pm من طرف ابو يوسف
» خربشات إمرأة...ا
الخميس يوليو 01, 2010 1:31 am من طرف غسان أبوراس
» سويداء الوطن ... يرى النور
الثلاثاء يونيو 29, 2010 12:01 pm من طرف سيسو
» اعتذار عن خلل فني
السبت يونيو 12, 2010 7:32 pm من طرف الوموي
» هل نستطيع سلق بيضه بالموبايل
الثلاثاء يونيو 01, 2010 11:34 am من طرف الوموي
» صور لا تراها إلاّ في مصر
الثلاثاء يونيو 01, 2010 11:21 am من طرف الوموي
» نطرح للنقاش : ماذا تفعل عندما تشتاق لاشخاص لم يعد لهم وجود في حياتك
الإثنين مايو 31, 2010 9:43 am من طرف عماد أبو لطيف
» عذرا انه حلم
الإثنين مايو 31, 2010 9:30 am من طرف عماد أبو لطيف
» عذب الكلام
الخميس مايو 27, 2010 7:33 am من طرف عنب الجبل
» عمل تخريبي في أحد الأراضي المزروعة تفاح في بقعاثا
الأربعاء مايو 26, 2010 10:44 pm من طرف عفاف
» اخراج ... ابو عجاج
الأربعاء مايو 26, 2010 5:23 pm من طرف سيف بن ذي يزن
» Q & A
الأربعاء مايو 26, 2010 5:10 pm من طرف سيف بن ذي يزن
» مني مثل ومنك مثل..
الأربعاء مايو 26, 2010 4:53 pm من طرف سيف بن ذي يزن
» لنبق متألقين دوماً
الثلاثاء مايو 25, 2010 10:50 am من طرف غسان أبوراس