الشُّبَّابَة
هي آلةٌ موسيقية نفخيّة عبارة عن أنبوبةٍ مُجَوَّفة من القصب أو المعدن ، وطولها نحو نصف متر أو أقلّ بقليل ، ولها خمسة أو ستة ثقوب تبعد عن بعضها بمقدار ما يبعد الإصبع عن الآخر أو أكثر بقليل ، ويُنفخ في طرف فتحتها العليا فتُخرج صوتاً يُعَدّلهُ العازفُ بتحريك أصابع يديه ليخرج له اللحن الذي يريده .
والشبَّابة آلةٌ بسيطة ، وربما كانت أقدم آلة موسيقية عرفها الإنسان ، فنفخ فيها ألحانه وأنغامه وسكب فيها عصارة روحه ليبوح للريح والصحراء بأسرار نفسه ومكنونات قلبه .
وبداية العزف على الشبَّابَة لم تكن بحاجة إلى علمٍ وتعليم ، فهي عبارة عن صفير ٍٍ يُخرجه الإنسان بأن يزمّ شفتيه وينفخ من أنفاسه هواءً يدفعه ويُحرِّكه بطرف لسانه فيخرج باللحن الذي يريد ، ثم أصبح ينفخ هذا الصفير في أنبوبة من البوص ( القصب ) ثقبها ستة ثقوب وبدّلَ عليها بأطراف أصابعه حتى استقام له اللحن وتهيأ له النغم الذي يريده .
والشبَّابة صديقةٌ للراعي فهو يحملها في يده ، أو يضعها تحت حزامه ، ويُخرجها ليُشَبِّبَ بها وينفخ فيها ما يطيب له من الألحان فلا يشعر بالملل وهو يقضي الساعات الطوال في رعي المواشي بين تلال الصحراء وهضابها ، وقد يستعملها كعصا يطرد بها قطيعه أو يدفعه ويسوقه بها .
ولا يقتصر استعمال الشبابة على الراعي فقط ، فهي تستعمل كذلك في مناسبات الأعراس حيث يخرج أحد الشبَّان الذين يتقنون العزف عليها ، ويتحلّق حوله عددٌ من أترابه ويأخذ في عزف الألحان الشجيّة على شبابته ، بينما يُغنّي شخص آخر على نفس النغمة ، ويقوم الآخرون بالدبكة و الرقص و التمايل على أنغامها والتصفيق على الأكفّ .
ومن هنا نرى أنّ الشبابة تستجيب لألحان كثيرة متنوعة ، ويمكن أن يتنقّل بها العارفُ بفنونها من لحن الدلعونا إلى أبو ردَيِّن ، وإلى الموّال العاطفي أو اللحن الهاديء الحزين .
وإذا تأملنا في كلمة شَبَّبَ يشبِّب تشبيباً ، والتي تعني تغزّلَ بالمرأة ، فهي كما يبدو أُخذت من الشبّابة ، حيث كان الراعي يطلق ألحانه لتسمعه راعية في جهة مقابلة فيشبِّب لها ، ويستلهم منها ألحانه وأنغامه ، والرجل أبلغ ما يكون حين يتكلم أمام المرأة ، فكيف إذا كان يغني لها فهو يكاد يذيب قلبه مع أنغام شبّابته ، فيبدو لي أن التشبيب من الشبابة وأن هذه العُصَيَّة من تلك العصا .
وكانت الشبابة تُصنع في البداية من القصب ، ثم أصبحت تصنع فيما بعد من أنبوب من الألمنيوم لخفته وسهولة ثقبه ، أو من معادن أخرى كالحديد والنحاس ، ثم صنعت بعد ذلك من أنبوب من البلاستك الصلب المجوّف .
وما زالت الشبابة صديقة للراعي ، وإن كان صوتها قد بدأ يبتعد عنا شيئاً فشيئاً بسبب قلة المواشي ، وانتشار أجهزة الراديو الصغيرة التي يحملها الرعاة ويتسلّون بها ، وإن كانت هذه الأجهزة لا يمكنها أن تسدّ فراغ الشبابة أو تحلّ محلها ، ويظلّ حنين الراعي إلى شبّابته لا يتغيّر مهما تعددت الأجهزة أو تغيّرت ظروف الزمان . . .
أيضاً غابت الشبّابة عن ساحات أفراحنا و أعراسنا للأسف , بعد أن حلّت
محلها أجهزة الستيريو و الدي جي و الفرق الموسيقية الصاخبة . . .
لكم تحيتي
السبت يناير 15, 2011 3:04 am من طرف غسان أبوراس
» هكذا فصولكِ الاربعه
الجمعة ديسمبر 31, 2010 1:22 pm من طرف عاشقة الورد
» كل الشكر للوموي
الأربعاء يوليو 28, 2010 4:06 pm من طرف الوموي
» اتمنى ان اتعرف عليكم
الثلاثاء يوليو 27, 2010 7:01 pm من طرف وسيم ابوكرم
» عاطف دنون الحمدلله على السلامه
الثلاثاء يوليو 27, 2010 6:32 pm من طرف وسيم ابوكرم
» كلمة شكر
الأحد يوليو 11, 2010 1:11 am من طرف ابوعمر
» ايها المغتربون استمتعو حيث انتم
الأربعاء يوليو 07, 2010 7:55 pm من طرف ابو يوسف
» خربشات إمرأة...ا
الخميس يوليو 01, 2010 1:31 am من طرف غسان أبوراس
» سويداء الوطن ... يرى النور
الثلاثاء يونيو 29, 2010 12:01 pm من طرف سيسو
» اعتذار عن خلل فني
السبت يونيو 12, 2010 7:32 pm من طرف الوموي
» هل نستطيع سلق بيضه بالموبايل
الثلاثاء يونيو 01, 2010 11:34 am من طرف الوموي
» صور لا تراها إلاّ في مصر
الثلاثاء يونيو 01, 2010 11:21 am من طرف الوموي
» نطرح للنقاش : ماذا تفعل عندما تشتاق لاشخاص لم يعد لهم وجود في حياتك
الإثنين مايو 31, 2010 9:43 am من طرف عماد أبو لطيف
» عذرا انه حلم
الإثنين مايو 31, 2010 9:30 am من طرف عماد أبو لطيف
» عذب الكلام
الخميس مايو 27, 2010 7:33 am من طرف عنب الجبل
» عمل تخريبي في أحد الأراضي المزروعة تفاح في بقعاثا
الأربعاء مايو 26, 2010 10:44 pm من طرف عفاف
» اخراج ... ابو عجاج
الأربعاء مايو 26, 2010 5:23 pm من طرف سيف بن ذي يزن
» Q & A
الأربعاء مايو 26, 2010 5:10 pm من طرف سيف بن ذي يزن
» مني مثل ومنك مثل..
الأربعاء مايو 26, 2010 4:53 pm من طرف سيف بن ذي يزن
» لنبق متألقين دوماً
الثلاثاء مايو 25, 2010 10:50 am من طرف غسان أبوراس