ليس في العالم كله مكان يضاهي البيت السعيد جمالاً وراحة. فأينما سافرنا، وأنى هللنا، لا نجد أفضل من البيت الذي تخيم عليه ظلال السعادة.
والبيت السعيد هو ذلك البيت الذي لا خصام فيه ولا نزاع .. الذي لا يُسمع فيه الكلام اللاذع القاسي، ولا النقد المرير. هو البيت الذي يأوي إليه أفراد الأسرة فيجدون فيه الراحة والهدوء والطمأنينة .
وتقع المسؤولية في خلق السعادة البيئية على الوالدين. ولكني اردت في هذا المقال أن ابين كيف تستطيع المرأة بذكائها وحكمتها وحسن معاملتها أن تسعد زوجها ومن ثم تسعد بيتها :
• تذكري أنك أنت مسئولة عن إسعاد زوجك وأولادك ، وتذكري أن رضا زوجك عنك يدخلك الجنة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة " رواه ابن ماجة والترمذي.
• لا تحمِّلي زوجك ما يفوق طاقته. فلا تحشري رغباتك ولا تكدسي طلباتك مرة واحدة، حتى لا يرهق زوجك فيهرب منك. وإذا أصررت على مطالبك الكثيرة، فقد يرفضها جميعاً ويرفضك أنت رفضاً تاماً، غير آسف ولا نادم. وتذكري ما قاله عمر بن عبد العزيز لابنه : " إنني أخشى أن أحمل الناس على الحق جملةً ، فيرفضونه جملةً ".
• لا تكلفيه أن يتحلى مرة واحدة بكل الصفات والفضائل والمكارم التي تشتهين أن تجتمع فيه . فمن النادر جداً أن تجتمع كل تلك الصفات في شخص واحد!.
• حين يتزوج رجل امرأة ، يتعلق بصورتها الحلوة كما رآها في الواقع، ويود أن يحفظ لها هذه الصورة سليمة صافية ساحرة طوال حياته ، فلا تشوهي صورتك التي في ذهنه.
• حافظي على جمالك وأناقتك، ونضرة صحتك، ورشاقة حركاتك، وحلاوة حديثك، ولا تتحدثي بصوت أجش، ولا ترددي ألفاظا هابطة، وإذا تخليت عن هذه السمات النسوية المطلوبة، أو أهملت شيئا منها، هبطت صورتك في نظر زوجك، وابتعدت أنت عن الصورة النسوية الرائعة التي ينشدها كل رجل في امرأته. جاء في وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم للمرأة الصالحة أنه قال : " … وإذا نظر إليها (أي زوجته) سرَّتـه " رواه ابن ماجة.
• حافظي على تدينك. التزمي بالحجاب الإسلامي، ولا تتساهلي في أن يرى أحدٌ شيئاً من جسدك ولو للمحة عابرة، فإن زوجك يغار عليك ويحرص على ألا يراك إلا من تحل له رؤيتك. فلا تحطمي صورتك في قلبه وعقله.
• تجملي لزوجك قبل أن يأتي إلى البيت في المساء، فيراك في أحسن حال. البسي ثوباً نظيفاً لائقاً، واستعملي من العطور ما يحب، وارتدي شيئاً من الحلي التي أهداها إليك، فهو يحب أن يرى أثر هداياه عليك، وكوني كما لو كنت في زيارة إحدى صديقاتك أو قريباتك.
• لا تنشغلي بأعمال البيت عن زوجك، فتظهر كل أعمال الطهي والتنظيف والترتيب عندما يأتي الزوج إلى بيته متعباً مرهقاً. فلا يراك إلا في المطبخ، أو في ثياب التنظيف والعمل !! قومي بهذه الأعمال في غيابه.
• رتبي بيتك على أحسن حال. غيري من ترتيب غرفة الجلوس من حين لآخر. ضعي لمساتك الفنية في انتقاء مواضع اللوحات أو قطع التزيين وغيرها.
• لا تتحسري على العاطفة الملتهبة، ومشاعر الحب الفياضة وأحلام اليقظة التي كنت تعيشين فيها قبل الزواج، فهي تهدأ بعد الزواج وتتحول إلى عاطفة هادئة متزنة.
• إذا كان الرجل هو صاحب الكلمة الأولى في العلاقة الزوجية، فأنت المسئولة عن النجاح والتوافق والانسجام في الزواج. ومهما بلغتِ من علم وثقافة، ومنصب وسلطان، ارضخي لزوجك والجئي إليه، ولا تصطدمي معه في الرأي. واهتمي في مناقشاتك معه بأن تتبادلي الأفكار مع زوجك تبادلاً فعلياً، فتفاعل الآراء المثمر خير من استقطابها استقطاباً مدمراً .
• أشعري زوجك دائما بمشاركتك له في مشاعره وأفراحه، وهمومه وأحاسيسه. أشعريه أنه يحيا في جنة هادئة وادعة، حتى يتفرغ للعمل والإبداع والإنتاج مما يجعل حياته حافلة مثمرة.
• جربي الكلام الحلو المفيد، والابتسامة المشرقة المضيئة، والفكاهة المنعشة، والبشاشة الممتعة، وابتعدي عن الحزن والغم، والهذر واللغو، والعبوس والتجهم، والكآبة والاكتئاب.
• أظهري لزوجك مهارتك وبراعتك وتفوقك على سائر النساء، وسيزداد تمسك زوجك بك، واعتزازه بصفاتك الشخصية، حين تتقنين كل شيء تعملينه.
• لا تضيعي وقتك في ثرثرات هاتفية مع صاحباتك، أو في قراءة مجلات تافهة تتحدث عن أخبار الممثلين والممثلات، والمغنين والمغنيات، وفي قراءة قصص الحب والعلاقات الغرامية والأوهام. فما أكثر تلك المجلات في أيامنا، وما أكثر - و للأسف - النساء اللواتي يقضين معظم أوقاتهن في قراءة تلك المجلات التافهة الهابطة.
• اختاري من المجلات ما يفيد ذهنك وعقلك وقلبك، وما يزيدك ثقافة وتعينك على حل مشاكل البيت والأولاد اختاري من برامج التلفاز ما يفيدك ويزيدك ثقافة وخبرة، .
• شجعي زوجك على النشاط الرياضي والبدني خارج البيت. امش معه إن أمكن واستمتعا بالهواء الطلق في عطلة نهاية الأسبوع وكلما سنحت الفرصة لذلك.
• تخيري الأوقات المناسبة لعرض مشاكل الأسرة ومناقشة حلها، إذ يصعب حل المشاكل قبل خروج زوجك للعمل في الصباح بسبب قلة الوقت، ولا تناقشي أي مشكلة عند عودته من عمله في المساء مرهقاً متعباً . ولعل المساء هو أفضل فترة لمناقشة المشاكل ومحاولة حلها، ولا تناقشي مشاكل الأبناء في حضورهم، حتى لا يشعروا أنهم أعباء ثقيلة عليك وعلى أبيهم ، وأنهم سبب الخلاف بين الوالدين.
• لا تسرعي بالشكوى إلى زوجك بمجرد دخوله البيت من أمور تافهة مثل صراخ الأولاد. ولا تطلبي من زوجك أن يلعب دور الشرطي للأولاد ، يقبض على المتهم ويحاكمه أو يضربه.
• لا تنتقدي سلوك زوجك أمام أطفاله، ولا تستعملي ألفاظاً غير لائقة يرددها الأبناء من بعدها مثل " جاء البعبع " أو " وصل الهم " …فبعض النساء ، إن تكاسل ولدها في المذاكرة قالت له : لن تنجح أبدا في حياتك فأنت كسول فاشل مثل أبيك ، وإذا مرض زوجها قللت من أهمية مرضه، وإن حدثها زوجها بقصة قاطعته قائلة " لقد سمعتها من قبل .. " وغير ذلك من الأمور التي قد تبدو تافهة ولكنها تحمل في طياتها الكثير من الآلام للزوج !!
• حذار من الإفراط في الغيرة والعتاب، وتجنبي التصرفات التي تؤجج غيرة زوجك، وتبلبل أفكاره . أوصى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ابنته فقال : " إياك والغيرة فإنها مفتاح الطلاق، وإياك وكثرة العتب فإنه يورد البغضاء ".
• إياك أن تغاري من حب زوجك لأمه وأبيه . فكيف نقبل من زوجة مسلمة أن تبدأ حياتها بالغيرة من حب زوجها لأهله، وهو حب فطري أوجبه الله على المسلمين لا يمس حب زوجها لها من قريب أو بعيد ؟ وكيف نقبل من زوجة مسلمة أن توحي لزوجها أن يبدأ حياته معها بمعصية الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم في أهله، يعق والديه ويقطع رحمه من أجل رضا زوجته ؟! وهو ما أنبأ عنه الرسول صلى الله عليه وسلم عن تغيير حال المسلمين وأخلاقهم في المستقبل ، فأخبر بأنه في ذلك الزمان : " أطاع الرجل زوجته وعق أمه ، وبر صديقه وجفا أباه " رواه الترمذي.
• لا تنقلي مشاكل بيتك إلى أهلك، فتوغري صدور أهلك ضد زوجك . بل حلي تلك المشاكل بالتعاون مع زوجكِ.
• لا تستعل على زوجك إذا ما كنت أغنى منه أو أعلى حسباً ونسباً أو أكثر ثقافة وعلماً ، فلا يجوز استصغار الزوج وانتقاص قدره والتعالي عليه . يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا ينظر الله تبارك و تعالى إلى امرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه " رواه النسائي والبزار والحاكم وقال صحيح الإسناد.
• لا تمتنعي على زوجك في المعاشرة الزوجية . قال الرسول صلى الله عليه وسلم: " إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه ، فلم تأته ، فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح" متفق عليه.
• وتذكري أن أول حقوق للزوج على زوجه طاعتها له . فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد ، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها " رواه الترمذي وصححه.
• ولا تصومي نفلا إلا بإذن زوجك . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ( أي في غير رمضان ) ولا تأذن في بيته إلا بإذنه " رواه البخاري.
• لا تنسِ فضل زوجك عليكِ ، فقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم تناسي فضل الزوج سببا لدخول المرأة النار ، وسمَّاه كفراً . فعن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " أُريتُ النار ، فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن " . قيل : أيكفرن بالله ؟ قال : يكفرن العشير ( أي الزوج ) ويكفرن الإحسان ، لو أحسنت إلى إحداهن الدهرَ ، ثم رأتْ منك شيئا قالت : ما رأيت منك خيرا قط " رواه البخاري.
• حافظي على أموال زوجك ، ولا تنفقي شيئا من ماله إلا بإذنه ، وبعد أن تستوثق من رضاه . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تنفق امرأة شيئا من بيت زوجها إلا بإذنه . قيل يا رسول الله ولا الطعام ؟ قال : ذلك أفضل أموالنا " رواه الترمذي بسند جيد. وإذا أعسر زوجك فتصدقي عليه من مالك ، وإن لم يكن لك مال، فاصبري على شظف العيش معه لعل الله تعالى يفرج لكما.
• إذا كنت من الأمهات العاملات، فلا تتصوري أن ما يحتاج إليه زوجك وأولادك هو المال وحده، فتغدق الأم عليهم المال تعويضاً عن تقصيرها في أداء مهامها الإنسانية. وهيهات هيهات أن يتساوى اللبن الصناعي مع لبن الأم الرباني الطبيعي. أو يتساوى حنان الخادمة مع حنان الأم .. وطعام الخادمة مع طعام الزوجة النظيفة ، وتربية المربية الجاهلة مع تربية الأم الواعية.
• لا تضجري من عمل زوجك، فإن أسوأ ما تصنع بعض النساء هو إعلان الضجر من عمل الزوج. والإعلان يكون عادة في اصطناع النكد، والدأب على الشكوى، واتهام الزوج بإهمالها .. واللجوء إلى بيت أ هلها غضبى.
• تذكري أن الزوج الذي اعتاد أن يرى أمه هي أول من تستيقظ من نومها ، ثم توقظ كل من في البيت بعد ذلك ، وتجهز لهم الفطور، وتعاون الصغار في ارتداء ملابسهم، لن يرضى بامرأة اعتادت أن تنام حتى منتصف الشمس في كبد السماء.
• تذكري أن البيت المملوء بالحب والسلام، والتقدير المتبادل والاحترام، مع طعام مكون من كسرة خبز وماء، خير من بيت مليء بالذبائح واللحوم وأشهى الطعام، وهو مليء بالنكد والخصام !!
• على الزوجة أن تعلم أن الحياة إقبالٌ وإدبارٌ، وكلُ شيء مرغوب يأتي بالتدريج، وعليها أن تبحث عن مفاتيح لقلب زوجها وتعرف ما يحب ويكره، كما أنه لا بد من النظر إلى الحياة بموضوعية ومحاولة الإصلاح بعيداً عن العنف والشدة.ومن أخطر ما يصيب البيت شعور الزوج بالضعف، فعلى الزوجة أن تشكره على القليل ولا تبين له سوآته وعوراته، وتكون هي قدوة بشكل غير مباشر، فهناك درجات في الدعوة وأساليب مختلفة، والزوج يحتاج إلى ذكاء وحنكة الزوجة في التعامل معه.
السبت يناير 15, 2011 3:04 am من طرف غسان أبوراس
» هكذا فصولكِ الاربعه
الجمعة ديسمبر 31, 2010 1:22 pm من طرف عاشقة الورد
» كل الشكر للوموي
الأربعاء يوليو 28, 2010 4:06 pm من طرف الوموي
» اتمنى ان اتعرف عليكم
الثلاثاء يوليو 27, 2010 7:01 pm من طرف وسيم ابوكرم
» عاطف دنون الحمدلله على السلامه
الثلاثاء يوليو 27, 2010 6:32 pm من طرف وسيم ابوكرم
» كلمة شكر
الأحد يوليو 11, 2010 1:11 am من طرف ابوعمر
» ايها المغتربون استمتعو حيث انتم
الأربعاء يوليو 07, 2010 7:55 pm من طرف ابو يوسف
» خربشات إمرأة...ا
الخميس يوليو 01, 2010 1:31 am من طرف غسان أبوراس
» سويداء الوطن ... يرى النور
الثلاثاء يونيو 29, 2010 12:01 pm من طرف سيسو
» اعتذار عن خلل فني
السبت يونيو 12, 2010 7:32 pm من طرف الوموي
» هل نستطيع سلق بيضه بالموبايل
الثلاثاء يونيو 01, 2010 11:34 am من طرف الوموي
» صور لا تراها إلاّ في مصر
الثلاثاء يونيو 01, 2010 11:21 am من طرف الوموي
» نطرح للنقاش : ماذا تفعل عندما تشتاق لاشخاص لم يعد لهم وجود في حياتك
الإثنين مايو 31, 2010 9:43 am من طرف عماد أبو لطيف
» عذرا انه حلم
الإثنين مايو 31, 2010 9:30 am من طرف عماد أبو لطيف
» عذب الكلام
الخميس مايو 27, 2010 7:33 am من طرف عنب الجبل
» عمل تخريبي في أحد الأراضي المزروعة تفاح في بقعاثا
الأربعاء مايو 26, 2010 10:44 pm من طرف عفاف
» اخراج ... ابو عجاج
الأربعاء مايو 26, 2010 5:23 pm من طرف سيف بن ذي يزن
» Q & A
الأربعاء مايو 26, 2010 5:10 pm من طرف سيف بن ذي يزن
» مني مثل ومنك مثل..
الأربعاء مايو 26, 2010 4:53 pm من طرف سيف بن ذي يزن
» لنبق متألقين دوماً
الثلاثاء مايو 25, 2010 10:50 am من طرف غسان أبوراس