مر وسألني إذا (نيسان) دق الباب؟!.."
ساعاتُ (نيسان) تتلاعب بالزمنِ لتلحق بأيامنا وتفرضُ وقعها علينا، تُراقص عقارب الساعة بعضها في "فالس" حزين وتتعانق على نغماته الدقائق حنيناً إليكَ. ترسم الثواني ذكرى نظراتكَ لي وتذكر أنفاسكَ اللاهثة حد الألم... ويبدأ (نيسان) في دق الباب.
كلما دق علينا (نيسان) الباب اكتشف أني في ذاتي أصبحت أتشبه بك لا إرادياً!.. حبي لقهوتكَ.. تصرفي بهدوئكَ.. ضحكي في مرحكَ.. أصبحتُ عواماً كابن "الوز" فأسعد بهذا الكشف الجديد.
يدق (نيسان) الباب بأيام تمرق سريعاً تعيد اللحظة في عيني الشاهدة.
كنت تنظر بلا كلمات وزفراتكَ الأليمة تأخذك منّا إلى المجهول. لم أتوقف للّحاق بنظراتكَ، كان همي الأوحد هو أنت.. كيف أنقذكَ من مجهول يجذبكَ من كل عمركَ الفائت و.. من بيننا!
لا أحد سوى الله يعلم ماذا فعلت بكَ وبنا رهبة اللحظات الأخيرة، ترى هل استعاد ذهنكَ كل سنوات عمركَ المارقة كنسيم (نيسان) في حياتنا؟!..
هل رأيت فيكَ ذلك الشاب الوسيم الذي لم تفارق البسمة يوماً شفاهه؟!..
لقد رأيته أنا في "ألبوم" صوركَ العزيز وأنت في الريف النمساوي أو على شواطئ الخليج، أو بين أرضي الفيروز والزعفران، أو حتى على ضفاف التبر الجاري بين الضفاف السمراء.
وإذن هل رأيت فيكَ الزوج الحنون محتوى شريكة عمره ببراح صدره الذي يسع الكون؟!..
أنا رأيته كذلك في عيني أمي الباكية يومها لافتقادكَ حتى قبل الرحيل، لكني أعلم أنك رأيت حنو الأب في عيني الذي كنت على شفا خسارته بلا حيلة مني في الأقدار.
في كل عام يأتي (نيسان) بالهبّات الخماسينية المزعجة فكنت تطمئننا بأنها مجرد مشاكسة منه لا يتبقى بعدها سوى نسائم ربيعية حانية.. تشبهكَ أنت يا أبي.
في ذاك العام البعيد- ذي اللحظة الحاضرة في الذاكرة- جاءت الهبّات الخماسينية لأخذك منّا، ورحلتَ...
رحلتَ تاركاً النسائم الربيعية تحمل لنا قبلاتكَ فوق الوجنات الباكية، كأنك لا رحلت ولا ابتعدت وكأنما أناملكَ تلملم عبراتي الوحيدة التي لم يعد يراها إنسيٌّ بعدكَ!
"بابا.. بعدك على بالي"... جداً!
عدل سابقا من قبل غسان أبوراس في الإثنين أبريل 19, 2010 10:54 pm عدل 1 مرات (السبب : التخصص في تكبير خط عفاف)
» هكذا فصولكِ الاربعه
» كل الشكر للوموي
» اتمنى ان اتعرف عليكم
» عاطف دنون الحمدلله على السلامه
» كلمة شكر
» ايها المغتربون استمتعو حيث انتم
» خربشات إمرأة...ا
» سويداء الوطن ... يرى النور
» اعتذار عن خلل فني
» هل نستطيع سلق بيضه بالموبايل
» صور لا تراها إلاّ في مصر
» نطرح للنقاش : ماذا تفعل عندما تشتاق لاشخاص لم يعد لهم وجود في حياتك
» عذرا انه حلم
» عذب الكلام
» عمل تخريبي في أحد الأراضي المزروعة تفاح في بقعاثا
» اخراج ... ابو عجاج
» Q & A
» مني مثل ومنك مثل..
» لنبق متألقين دوماً